انتقل إلى المحتوى الرئيسي

تجربة لينا نجدي

اهلا ! أنا لينا نجدي طالبة هندسة برمجيات وبتكلم لكم عن تجربتي مع تخصصي الرهيب

تقدرو تقولو ما غصت فالتخصص مره لسا ولكن تجربتي قد تنفع طلاب وطالبات مشتتين زي ما كنت

أولًا: كيف وليش اخترت هندسة البرمجيات؟


كنت طالبة في فرع الجموم، والخيارات التخصصية هناك كانت محدودة، والتخصص الوحيد كان “علوم الحاسب”،

وكنت مؤمنة تمامًا إنه هو التخصص المثالي بالنسبة لي. كنت أتخيل إني بتعلم من كل مجالات الحاسب ولو القليل. وباخذ من كل بحر قطره

لكن في نهاية السنة التحضيرية، وبالضبط في اختبار “الموضوعات في الحوسبة”، بدأت ألاحظ ميولي تغير.

حسيت إني ما أكتفي بمجرد معرفة الكود، بل أُحب أبحث وأفهم كيف بدأ النظام؟ كيف تم تطويره؟ كيف تم إدارته؟ كيف تم التعامل مع العميل؟ كيف تحول من فكرة إلى منتج كامل؟

وقتها أدركت إن التخصص اللي يناسبني فعلًا هو “هندسة البرمجيات”. واجهتني مشكلة التخصيص، لكن الحمد لله تيسرت الأمور وانتقلت للمقر الرئيسي وتخصصت فيه.

نصيحتي طالب/طالبة مستجد/ة:

لا تختار تخصصك بناءً على رأي أحد، أو على مقولة “هذا التخصص ما له مستقبل”. اسمع لنفسك ل شغفك ، اسأل نفسك: “إيش الشيء اللي يحمّسك تكتشفه أكثر؟” لما تلاقي شغفك، راح تصنع مستقبلك بنفسك

ثانيًا: جوانب التخصص

بقسم هذا الجزء إلى جانبين: نظري وعملي

الجانب النظري:

سمعت كثير إن تخصص هندسة البرمجيات كله “نظري” وكلام، وكنت متخوفة. لكن لما دخلت فعليًا، اكتشفت إن النظري في التخصص ما هو حفظ،

بل هو فهم عميق لطبيعة عملنا.

مثلًا: في مادة “أسس هندسة البرمجيات”، تعلمنا كيف يشتغل مهندس البرمجيات، أنواع البرامج، كيف نبنيها، كيف نديرها. هذه المفاهيم تظل معانا طول الطريق، وتُطبق في بيئة العمل. صحيح إن الجانب النظري موجود وبنسبة أكبر من بعض التخصصات، لكنه نظري يُفهم ويُطبق، مو نظري يُحفظ وينسى.

الجانب العملي:

أكثر جانب ممتع بالنسبة لي!

الفكرة السائدة عن التخصص إنه كله برمجة، لكن الواقع مختلف. تعاملنا مع البرمجة أقل من المتوقع، بينما تركيزنا أكبر على تصميم النظام وفهمه. أكثر شي استمتعت فيه: الـ Diagrams! مثل:

  • Use Case Diagram
  • Class Diagram
  • Object Diagram
  • Context Diagram

وغيرها كثير. كل مخطط له هدف، ويساعدنا نبسط النظام ونتخيله، ونحدد خصائصه بوضوح. صحيح تحتاج وقت وجهد، لكن أول ما تفهم الأساس، تنطلق بدون توقف!

ثالثًا: الصعوبات

ما أقدر أقول واجهت صعوبات بمعناها الحرفي، لكن فيه تحديات لازم نتعامل معاها:

  • الخوف والخجل: تخصصنا يعتمد على العمل الجماعي، وإدارة الفرق، والتواصل مع العملاء. فلازم نكسر حاجز الخوف، ونتعلم نسأل، نناقش، ونبادر.
  • المشاريع الجماعية: أغلب المواد تعتمد على المشاريع، وهذا يعني الشغل مع مجموعات مختلفة. لو كنتو عضو شغال وفعّال، غالبًا راح تحفزو باقي الفريق، وتطلعو بنتيجة ممتازة.

نصيحتي هنا:

  • طوروا مهاراتكم القيادية
  • خلوا عندكم “Self-Motivation” حتى في أصعب الأوقات
  • واشتغلوا على Soft Skills لأن التخصص يحتاجها كثير

رابعًا نصايح للمذاكرة:

بعيدًا عن الكلام المثالي اللي نسمعه دائمًا، بتكلم معاكم من تجربة شخصية خاضتها بكل صدق:

1. لا تذاكروا كل شي دفعة وحدة:

قسموا المواد، وابدأوا بالمفاهيم الأساسية، افهموها عدل، بعدين انتقلوا للتفاصيل. التراكم هو سر الاحباط ، لا تعتمدوا على الحشر قبل الاختبار.

2. الفهم قبل الحفظ:

خصوصًا في تخصصنا، الفهم يختصر عليك نص الطريق. لما تفهم الفكرة، حتقدر تشرحها، تطبقها، وتحلّ فيها حتى لو تغير السؤال.

3. الشرح للغير = فهم أعمق:

جربوا تشرحوا لزميل أو حتى تتكلموا مع نفسكم، فعليًا الشرح يثبت المعلومة ويخليك تكتشف وين الخلل.

4. رتبوا وقتكم بمزاجكم:

في ناس تذاكر الصباح، وناس تشتغل بعد نص الليل. اعرفوا وقت نشاطكم العقلي وخلوه وقت المذاكرة الأساسي.

5. خذوا بريك براحة ضمير:

أحيانا المخ يحتاج بريك أكثر من المذاكرة نفسها، لا تذاكر وانت مضغوط أو مهدود، البريك وقت راحة مو وقت تأنيب.

6. لا تطاردوا الكمال:

مو لازم تذاكروا كل شاردة وواردة، ذاكروا الصعب، افهموا المهم، وكونوا عارفين كيف يجي السؤال وكيف تفكروا وقت الإجابة.

7. الدعاء + التوكل:

لا تنسوا إن التوفيق بيد ربنا، اشتغلوا على نفسكم، وابذلوا السبب، والباقي سيبوه على رب العباد

وأخيرًا…

تخصص هندسة البرمجيات مو بس مواد نعديها ونختبر فيها، هو رحلة بتكتشفوا فيها نفسكم، نقاط قوتكم، وشغفكم الحقيقي. يمكن تتعبوا، ويمكن تمروا بأيام تحسوا إنكم تايهين، بس صدقوني كل تعب في التخصص هذا له طعم مختلف لما تشوفوا شغلكم يتحول لمنتج، أو فكرة تتحول لحل واقعي.

عيشوا التجربة بكل تفاصيلها، اغلطوا، اتعلموا، اسألوا، وجربوا مليون مرة، لأن التخصص هذا مو للي حافظ، التخصص هذا للي “فاهم وعنده شغف”.

أنتم تبنوا مستقبلكم بأنفسكم، ونجاحكم يبدأ من إيمانكم بقدراتكم.