تجربة وفاء العواضي
تجربتي مع تخصص الأمن السيبراني
- إيش كان سبب دخولك لتخصص الأمن السيبراني؟
دخلت تخصص الأمن السيبراني بعد ما مريت بموقف صعب، حسّيت فيه بضعف الإنسان لما أحد يبتزه لمجرد إنه قدر يوصل لمعلوماته. شعور قاسي إنك تكون مكشوف، وإن أحد يملك عليك سلطة بس لأنه عرف شي ما كان المفروض يعرفه. بدأت الأسئلة تطاردني: "ليش أنا؟ كيف صار كذا؟ هل الموضوع سهل؟ هل أي أحد يقدر يسوي كذا؟" صرت أدور، أبحث، أقرأ… كنت أحتاج أفهم، أحتاج أسترجع قوتي، أحتاج أعرف كيف أحمي نفسي. ومن هنا بدأت رحلتي. دخلت التخصص بدافع شخصي جداً… بدافع حماية، فهم، واسترجاع الثقة. ومع الوقت، اكتشفت إن اللي صار ما كان مجرد موقف مؤلم، بل كان نقطة تحوّل. "أقسى التجارب أحيانًا تقودنا لأعظم الطرق"، وهذا بالضبط اللي صار. الموقف اللي كسرني، هو نفسه اللي وجهني لطريقي. واليوم، أقولها من قلبي: "الحمد لله إني اتخذت هذا القرار."
- كيف تعرف إن تخصص الأمن السيبراني يناسبك؟
إذا كنت شخص شغوف بالعلم، تحب تسأل، تحب تدور ورا كل سبب، وتحلل كل شي يصير حولك، فالأمن السيبراني ممكن يكون التخصص المناسب لك. بس لا تتوقع إنه مجرد تعب مؤقت وبعدين ترتاح — العكس تمامًا. هو رحلة تعلم مستمرة، وكل يوم فيه شي جديد. أذكر لما كانوا أهلي يبغوني أدخل طب، وكنت أقول: "الطب؟ تخصص صعب، والواحد بيقضي عمره كله يدرس!" ما كنت أتخيل نفسي أعيش حياة كلها دراسة... والمضحك إن الأمن السيبراني طلع نفس الشي! بس الفرق؟ إني هنا أدرس وأنا مستمتعة. أتعلم شيء يشبهني، أحس إني أعيش فيه، مو بس أحاول أنجح. هو بحر كبير من الهاردوير والسوفتوير، تبحر فيه وانت تفكر: "كيف ممكن أستغل هذا الشي كهاكر؟ أو كيف ممكن أحمي أحب الأشياء لقلبي؟" وفي نهاية اليوم، عرفت إن أهم شي هو إنك تختار مجال تحبه، لأنك إذا سويت كذا، الدراسة ما راح تكون عبء
- لو رجع فيك الزمن، هل راح تختار تخصص الأمن السيبراني من جديد؟
أيوة، وعارفه إنه كان قدري والحمد لله الزمن أثبت لي ذا الشي. تعرفوا لما أحد يقولكم "كل الطرق تؤدي إلى روما"، السايبر كان روما بالنسبة لي. لقيت نفسي فيه، حتى الكرف اللي أنا أكرفه وأتعبه في ذا التخصص بالنسبة لي ممتع، وكل يوم أبغا أتعلم أكثر. ما في شك، لو رجع فيني الزمن، راح أختار نفس الطريق بدون تردد.
- متى وكيف قدرت تحدد مجالك الفرعي في الأمن السيبراني؟
بدأت أكتشف ميولي وأنا أدرس المواد المختلفة في الجامعة، وكنت دائمًا أراقب نفسي: "وش المادة اللي فعليًا تحمّسني؟ وش الشي اللي يزيد فضولي؟" ومع الوقت، لقيت نفسي أنجذب أكثر لعالم الشبكات وأمنها. اكتشفت إن الشبكات ما هي مجرد توصيل بين أجهزة، بل هي العمود الفقري اللي يقوم عليه العالم اليوم. كل اتصال، كل رسالة، كل معاملة مالية، كل معلومة — كلها تمر عبر الشبكات. وهذا الشي يخليها هدف مستمر للتهديدات، لأن أي ثغرة ممكن تؤدي لكارثة حقيقية. من هنا بدأت رحلتي مع أمن الشبكات، وكل ما تعمقت فيه أكثر، زاد شغفي وحبي لهذا المجال. لكن الأكيد إن التخصص الفرعي ما يتحدد من أول مادة أو شهادة. الاختيار ما يجي بيوم وليلة، وممكن يعجبك شي اليوم، وتتعلق بشي ثاني بكرة. السر الحقيقي هو التجربة. خذ من كل بحر قطرة. جرب الشهادات، الدورات، اسأل دكاترتك، شارك في الأنشطة. كل تجربة ممكن تفتح لك باب جديد، وتخليك تكتشف نفسك أكثر.
- إيش أكثر الأشياء اللي ممكن تفيدك خلال مسيرتك الجامعية؟ مثلًا المواد الدراسية، المشاريع، الدورات التدريبية، أو الأنشطة اللاصفية؟
السؤال الأهم كان بالنسبة لي: "هل سألت؟" كنت دائمًا أسأل دكاترتي عن كل صغيرة وكبيرة، وأطلب منهم يشرحوا لي المفاهيم إذا ما كنت فاهمها. الإنترنت واليوتيوب كانوا عامل مساعد جدًا، لأنني شخص استماعي أكثر من كوني شخص يحب يقرأ. الشهادات كانت حافز لي، خاصةً لما أخذت بعضها، كنت أحس بإحساس الإنجاز والفخر. أما المواد الدراسية، فكانت حلوة لكن كثير منها كانت قديمة ومتكررة. الأنشطة اللاصفية كانت مفيدة جدًا، لأنها خلّتني أتعرف على ناس جدد وأتفهم كيف يفكروا في العالم الرقمي. الأنشطة دي أيضًا علمتني كيف أقدر أوصل المعلومة للناس بطريقة بسيطة، وكيف أساعدهم في الحماية.
- وش رايك في مستقبل وظائف الأمن السيبراني؟ وكيف تشوف سوق العمل؟
سوق الأمن السيبراني كبير جدًا والطلب فيه ما يقل أبدًا، بل بالعكس، في ازدياد مستمر. كل شي صار الكتروني، وكل شيء يحتاج حماية. حتّى الدول اليوم تتصارع على الأرض الرقمية. أمن الشبكات والمعلومات أصبح أمر حيوي وأساسي في جميع المجالات. لكن نصيحتي هي التنوع في التخصصات الفرعية عشان ما يصير فيه تكدس في مجالات معينة. تخصصات زي اختبار الاختراق أو الحوكمة ممتازة، لكن في مجالات أخرى تحتاج ناس متخصّصين فيها بعد.
- نصيحتك للي ناوي يدخل الأمن السيبراني؟
استمتع بالرحلة، تذكّر إنك يومًا ما بتحمي بيانات ناس، مؤسسات، وربما وطن. خلك شخص يراقب الله في كل ما يسويه، ولا تدخل التخصص بنية الأذى أو الاستعراض. المجال صعب بالبداية، يمكن تحس إنك مو بمكانك، لكن مع الوقت والصبر، بتلقى نفسك فيه. اقرأ، تعلم، تابع الأخبار أول بأول، واشترك في مجلات متخصصة عشان تواكب كل جديد. وإذا قدرت تبدأ بـ شهادة Security+ فهي بتعطيك أساس ممتاز وتساعدك كثير قدّام. خلك فضولي، اسأل، لا تخاف، كل معلومة بتكتشفها، بتفتح لك باب لأخرى. "ما في طريق سهل، لكن في طريق ممتع لمن يحب الرحلة."