تجربة د. إدريس الصلبي
في أي مشروع بالحياة، دايم نسمع عن مصطلح “الـ management” أو الإدارة، سواء كانت إدارة مالية، تقنية أو غيره. ومعها يجي دايم موضوع الـ risk والتكلفة والوقت.
أذكر في أحد المشاريع، كان عندنا وقت محدد نبدأ فيه باستخراج أو معرفة متطلبات المشروع. بدينا نشتغل على تجميع البيانات، وبدينا نسوي عصف ذهني، نحاول نعرف وش المشاكل الموجودة في هذي البيانات. لكن أكبر خطأ ارتكبه الفريق وقتها إننا ما اعتبرنا عامل الوقت شيء مهم. بعد ما مر شهر، لقينا نفسنا ندور في حلقة مفرغة حول متطلبات بعضها ما له داعي أساسًا.
هنا تعلمت إن في مصطلح مره مهم في مشاريع علم البيانات، وهو “هندسة المتطلبات”. كيف تقدر تحلل المتطلبات اللي يحتاجها المشروع، وهذي تعتبر مهارة أساسية جدًا. دايم في أي مشروع لازم نعرف وش المتطلبات بالضبط، لأن أول مرحلة في علم البيانات هي تعريف المشكلة، ولازم تكون المشكلة واضحة ومعرّفة صح، لأن جزء من فهم المشكلة هو تحديد متطلباتها.
اللي صار إننا أضعنا وقت كثير لأننا ما كنا محددين المتطلبات من البداية بشكل واضح. غير كذا، كان في جزء من الفريق مسؤول عن تصوير البيانات (visualization) ودعم القرار. المشكلة إن التمثيل البصري للبيانات ما كان مبني على متطلبات العميل، وهذا سبب لنا مشاكل في الوقت والتكلفة.
بعض الفريق كان يختار بنفسه طريقة التمثيل بدون ما يرجع للعميل أو يفهم كيف العميل حاب يشوف البيانات أو يتصورها. فصاروا يسوون تمثيل صعب حتى على العميل اللي ما عنده خبرة كافية يفهمه، وبدأت تظهر تصادمات بيننا وبين العميل.
عشان كذا، لازم بمرحلة التصوير نعرف متطلبات العميل وش يحتاج بالضبط، وكيف حاب يشوف المعلومات. كثير من الناس اللي يشتغلون في البيانات يمثلونها بالطريقة اللي هم يشوفونها مناسبة، مو زي ما العميل يبغاها، وهنا تطلع مشاكل ثانية مثل التواصل.
التواصل (communication) مهارة مهمة جدًا، بس كثير ما يعطونها حقها. من أهم مهارات مدير المشروع إنه يكون قادر يترجم أعقد تفاصيل المشروع للعميل أو لأي شخص ثاني، بشكل بسيط وواضح.