تجربة رزان فارس
- إيش كان سبب دخولك لتخصص الأمن السيبراني؟
كنت محتارة بين الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، لأن كل واحد فيهم كان يشدّني بطريقة مختلفة. لكن اللي حسم الموضوع كان موقف قبل التخصيص صار وهو اني تهكرت ولله الحمد، وكانت تجربة سيئة جدًا من كل النواحي. شعور العجز والقهر اللي حسّيت فيه خلاني اقول ما راح أسمح لأي أحد يمر بنفس اللي مريت فيه. من هنا بدأت رحلتي في الأمن السيبراني، وصار الموضوع بالنسبة لي أكثر من مجرد تخصص… صار رسالة
- كيف تعرف إن تخصص الأمن السيبراني يناسبك؟
إذا تحب تفكر برا الصندوق، وتكره الروتين، وتحس بالحماس كل ما حليّت لغز أو اخترقت نظام واكتشفت كيف تحميه، فـ هذا التخصص لك. الأمن السيبراني مو مجال ثابت، كل يوم فيه شيء جديد، وكل تهديد يفتح لك باب تتعلم منه. عشان كذا، لازم تكون شخص فضولي، ما يوقف عند حد، ويحب يتعلم باستمرار. وفيه تحدي حقيقي، لأنك تعيش في قلب معركة مستمرة بين المهاجمين والمدافعين. لعبة توم وجيري، بس على مستوى فاخر. تقدر تصير الهكر الأخلاقي اللي يكشف الثغرات قبل ما تُستغل، أو تكون الجدار الصلب اللي يحمي الناس والأنظمة أو حتى تلعب الدورين وتفهم اللعبة من كل الزوايا. فلو تحب اختراق الأنظمة ويزيدك إصرار للإختراق لما تجيك صفحة في الويب مكتوب فيها غير مُصرح لك الدخول ،ولو عندك شغف بالحماية والتفكير المختلف الأمن السيبراني مو بس يناسبك، هو ينتظرك.
- لو رجع فيك الزمن، هل راح تختار تخصص الأمن السيبراني من جديد؟
لو رجع فيني الزمن مليون مرة، في كل مرة باختار الأمن السيبراني لأني فعلاً وجدت شغفي، التخصص هذا فتح لي باب التعلم الذاتي، وصار جزء من شخصيتي. الحمد لله، دايمًا اللي يختاره الله لك هو أحسن شي. وأي أحد يجرب طعم الشغف في تخصصه مستحيل يتراجع عنه.
- متى وكيف قدرت تحدد مجالك الفرعي في الأمن السيبراني؟
صراحة أخذت سنة كاملة عشان أكتشف ميولي بالضبط. ما اعتمدت على محاضرات الجامعة فقط، كنت أحضر ورش، أدخل دورات، أبحث وأجرب كل مجال: من التحليل الجنائي الرقمي، لاختبار الاختراق، لصيد التهديدات، للحوكمة والإمتثال والمخاطر، كنت أستكشف وأقرأ وأجرب. وبعد فترة عرفت بالضبط إيش يناسبني. الأمن السيبراني كله ممتع، وكنت في حيرة كبيرة جدًا، بس مع الوقت والتجربة، لقيت طريقي واكثر شي يناسبني وحبيته.
- إيش أكثر الأشياء اللي ممكن تفيدك خلال مسيرتك الجامعية؟ مثلًا المواد الدراسية، المشاريع، الدورات التدريبية، أو الأنشطة اللاصفية؟
كل شيء فادني بطريقة مختلفة:
•المواد الجامعية كانت أساس قوي، وخلتني أفهم الشهادات الاحترافية بسهولة.
•الشهادات والدورات هي اللي فتحت لي الأفق الأكبر فيها تفاصيل وتطبيقات ما تلقاها في المحاضرات.
•المشاريع حقت الجامعة كمان كانت تدريب عملي ممتاز، تبني فيها مهاراتك وتحطها في ملف أعمالك.
بالنسبة للأنشطة اللاصفية، شاركت مرتين في فعالية توعوية عن الأمن السيبراني، وقدّمنا فيها محاكاة للإختراق، بالإضافة إلى تحديات توعوية في الأمن السيبراني. الصراحة، التجربة هذه طوّرت طريقة تفكيري بشكل كبير، خصوصًا في جانب الإبداع، لأن كان لازم أبتكر تحديات تكون ممتعة، مفيدة، وفي نفس الوقت توصل المعلومة بشكل بسيط وواضح للناس. تعلّمت كيف أقدّم مفاهيم الأمن السيبراني بلغة يفهمها الكل، وكيف أخلي الناس تتفاعل وتستفيد، وكانت من أكثر التجارب الممتعة والجميلة
- وش رايك في مستقبل وظائف الأمن السيبراني؟ وكيف تشوف سوق العمل؟
المستقبل قوي جدًا. التقنية قاعدة تتطور بسرعة، وكل شي حولنا صار ذكي: المدن، البيوت، السيارات…….وكلها تحتاج حماية. وهنا يجي دورنا. الأمن السيبراني صار ضرورة، مو مجرد خيار. الشركات تدور على الناس اللي فاهمين، مو بس نظريًا، لكن عندهم مهارات حقيقية. السوق يفضّل الشخص اللي يشتغل على نفسه، يتعلم باستمرار، ويبني له اسم في مجاله.
- نصيحتك للي ناوي يدخل الأمن السيبراني؟
إنهم يدركوا انو الخطة الجامعية ممتازة، وبتعطيك أساس قوي، بس مستحيل تعلّمك كل شيء. الجامعة تعطيك المفاتيح، بس الباب أنت تفتحه بنفسك. الأمن السيبراني مجال عميق ومتغير، والي يتميّز فيه هو اللي يتعلم بنفسه، يسعى، يقرأ، يجرب، ويخطأ ويتعلم من خطأه.
عشان كذا، لا تنتظر أحد يوجّهك، خذ زمام الأمور بيدك، واشتغل على نفسك، وابنِ مستقبلك بيدك.
لأن الهكرز دايم يخترعون ويبدعون في طرق اختراقك، ولازم تكون مستعد تتعلم وتطور نفسك باستمرار.
خذ دورات، اقرأ، جرب، واسأل. وصدقني كل خطوة تسويها اليوم، حتى لو كانت بسيطة، بتصنع فرق كبير معك بكرا.